فإن الغريزة الجنسية من أقوى الغرائز وأعنفها ، وهي تلح على صاحبها
دائما في إيجاد مجال لها: فلما لم يكن ثمة ما يشبعها انتاب الإنسان الكثير من
القلق والاضطراب، ونزعت به إلى شر منزع. والزواج هو أحسن وضع طبيعي ، وأنسب مجال
حيوي لإرواء الغريزة وإشباعها.فيكف النظر عن التطلع إلى الحرام وتطمئن العاطفة إلى ما أحل
الله.وهذا هو ما أشارت إليه الاية الكريمة : (ومن اياته أن خلق لكم من أنفسكم
أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لايات لقوم يتفكرون).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
إن المراة تُقبِلُ في صورة شيطان ، وتُدبِرُ في صورة شيطان ، فإذا رأى أحدُكُم من
امراة ما يعجبه فَلْيَأْتِ أهلَهُ ، فَإِنَّ ذلك يرد ما في نفسه" رواه مسلم
وابو داوود والترمذي.
دخل الأحنف بن قيس على معاوية – ويزيد بين يديه ، وهو ينظر إليه
إعجابا به – فقال: يا أبا بحر ما تقول في الولد؟... فعلم ما أراد فقال: يا امير
المؤمنين ، هم عماد ظهورنا ، وثمر قلوبنا، وقرة أعيننا، بهم نصول على أعدائنا، وهو
الخَلَفُ لمن بعدنا ، فكن لهم أرضا ذليلة وسماءً ظليلة، إن سألوك فأعطهم ، وإن
استعتبوك (أي طلبوا منك الرضى) فأَعتِبُهُم، لا تمنعهم رِفْدَكَ (أي عطائك) فيملوا
قربك، ويكرهوا حياتك، ويستبطئوا وفاتك.فقال :"لله درُّكَ يا أبا بحر ، هم كما
وصفت".
0 التعليقات:
إرسال تعليق