السبت، 25 يناير 2014

الكـــذب المبــــاح


المحافظة على الإنسجام في البيت ، وتقوية روابط الأسرة غاية من الغايات التي يستباح من أجل الحصول عليها تجاوز الصدق.

روي أن ابن أبي عذرة الدُؤَلِي- أيام خلافة  عمر – رضي الله عنه كان يخلع النساء آلائي يتزوج بهن، فصارت له في النساء من ذلك أحدوثة يكرهها ، فلما علم بذلك أخد بيد عبد الله بن الأرقم حتى أتى به إلى منزله، ثم قال لامرأته: أنشِدُكِ بالله  (أسألك) هل تبغضينني ؟ قالت: لا تنشدني بالله .قال فإني أنشدك بالله .قالت : نعم .فقال لابن الأرقم أتسمع؟ ثم انطلقا حتى أتيا عمر رضي الله عنه فقال: إنكم لَتُحَدِثُونَ أني أظلم النساء ، وأخلهعن ، فاسأل ابن الأرقم، فساله فأخبره، فأرسل إلى امرأة ابن أبي عذرة فجاءت هي وعمتها، فقال: أنت التي تُحَدِثين لزوجك أنك تُبْغِضينَه؟.

فقالت : إني أول من تاب ، وراجع أمر الله تعالى ، إنه ناشدني  فتحرجت أن أكذب. أفأكذب يا أمير المؤمنين؟ قال : نعم فاكذبي، فإن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تُحَدِثْهُ بذلك، فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام و الأحساب.


وقد روى البخاري ومسلم عن أم كلثوم رضي الله عنها. أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيُنْمي خيرا، أو يقول خيرا" قالت : ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث يعني الحرب والإصلاح بين الناس ، وحديث الرجل امراته ، والمرأة زوجها ، فهذا حديث صريح في إباحة بعض الكذب للمصلحة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق